ونحن نرى رأى من رأى من العلماء, وأئمة الدين, أن هذا من الدخيل على الإسلام, ومن البدع الطارئة على العقيدة, ومن المنكرات التى يجب على المسلمين أن يتنزهوا عنها؛ فإن ذات الله أجل من أن تتناول على هذا النحو.
وهذا النوع من التفكير مما نُهينا عنه, ولم يكلفها الله به؛ لأنه خارج عن نطاق العقل المحدود, وذات الله فوق الإدارك:
{لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (١).
{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (٢).
{يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً} (٣).
وتقدم الحديث: «تفكروا فى خلق الله, ولا تفكروا فى الله, فإنكم لن تقدروه قدره».
إن كل ما كلفنا به: أن نعلم أن الله موجود, وأن له الأسماء الحسنى, والصفات العليا, والكمال المطلق, وما وراء ذلك يجب الإمساك عنه, ولا يحل البحث فيه, فالعلم به لا ينفع, والجهل به لا يضر.
* صفات الله أعلام هادية:
وإن علينا أن نسير على هدى هذه الصفات, ونستنير بها, ونتخذها مثلنا الأعلى, ونجعلها غايتنا, حتى نصل إلى أقصى درجات السمو النفسى والارتقاء الروحى.
وقد ألف حجة الإسلام الإمام الغزالى رحمه الله, كتاب (المقصد الأسنى) ,
(١) سورة الأنعام - الآية ١٠٣.
(٢) سورة الشورى - الآية ١١.
(٣) سورة طه - الآية ١١٠.