الإيمان بالله يمثل أكرم صلة بين الإنسان وخالقه .. ذلك أن أشرف ما فى الأرض الإنسان, وأشرف ما فى الإنسان قلبه, وأشرف ما فى القلب الإيمان.
ومن ثم كانت الهداية إلى الإيمان أجل نعمة, وأفضل آلاء الله على الإطلاق
{يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ} (١).
{وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ * فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً} (٢).
وليس الإيمان هو مجرد النطق باللسان, واعتقاد بالجنان, إنما هو عقيدة تملأ القلب, وتصدر عنها آثارها, كما تصدر عن الشمس أشعتها, وكما يصدر عن الورد شذاه.
ومن آثاره أن يكون الله ورسوله أحب إلى المرء من كل شىء, وأن يظهر ذلك فى الأقوال, والأفعال, والتصرفات؛ فإن كان ثمة شىء أحب إلى المرء من الله ورسوله فالإيمان مدخول, والعقيدة مهزوزة.
{قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ
(١) سورة الحجرات - الآية ١٧.
(٢) سورة الحجرات - الآية ٧، ٨.