وكما يتمثل الإيمان فى الحب, يتمثل فى الجهاد من أجل إعلاء كلمة الله, والكفاح لرفع راية الحق, والنضال لمنع الظلم والفساد فى الأرض.
وكثيرًا ما يقترن الإيمان بالجهاد على أنه روحه ومظهره العملى:
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ
الصَّادِقُونَ} (١).
{إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (٢).
ولقد برز هذا الكفاح فى الصفوة المؤمنة فى العهد الأول, حتى استحقوا ثناء الله عليهم.
{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} (٣).
وأثر الإيمان يبدو واضحًا فى خشية الله والخوف منه, فإن من عرف الله وعرف عظمته, واستشعر جلاله وكبرياءه, وعرف تقصيره فى حقه, خشيه وخاف منه.
{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} (٤).
وهذه سمة أهل الحق القوامين على دين الله.
(١) سورة الحجرات - الآية ١٥.
(٢) سورة التوبة - الآية ١١١.
(٣) سورة الأحزاب - الآية ٢٣.
(٤) سورة فاطر - الآية ٢٨.