الإيمان إذا تجرد عن العمل كان إيمانًا عقيمًا, وكان كالشجرة التى لا تثمر ثمرًا, ولا تمد ظلاً؛ فهى بالقطع أولى منها بالبقاء.
والعمل إذا خلا عن الإيمان, كان رياء ونفاقًا؛ والنفاق والرياء هما شر ما يصاب به الإنسان.
{وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} (١).
إن الإيمان بهذا المعنى, هو الإيمان القرآنى, وهو الإيمان الذى أراده الله لعباده.
وإذا تحقق, فإنه يتحول إلى قوة إيجابية فى الحياة, وهو الذى يحول الضعف إلى قوة, والهزيمة إلى نصر, واليأس إلى أمل, والأمل إلى عمل.
{إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ} (٢).
{وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} (٣).
* ثمار الإيمان:
وإذا عرف الإنسان ربه عن طريق العقل والقلب .. أثمرت له هذه المعرفة ثمارًا يانعة, وتركت فى نفسه آثارًا طيبة, ووجهت سلوكه وجهة الخير والحق, والسموّ والجمال.
(١) سورة العصر.
(٢) سورة غافر - الآية ٥١.
(٣) سورة الروم - الآية ٤٧.