ذلك، أو على سبيل الخصوص، كأن يقول لشخص: سيحدث مرض أو فقر أو سعادة أو نحس في هذا، وما أشبه ذلك، فهم يربطون هذه بهذه، ليس هناك علاقة بين حركات النجوم واختلاف الوقائع في الأرض" (١).
وصورة "أباجاد" المحرمة: أن يخبر المنجم عن طريق الجمل بالمغيبات، فيتوصل بعدد حروف بعض الألفاظ ويربطها بنتائج يدعي على أساسها خبر في المستقبل.
ويقول الشيخ صالح آل الشيخ: "وفي الواقع هو لا يتحصل على العلم الغيبي عن طريق خط، أو عن طريق فنجان، أو عن طريق النظر في البروج؛ وإنما يأتيه العلم عن طريق الجن، وهو يُظهِر هذه الأشياء حتى يحصل على المقصود كي يصدق الناس أنه لا يستخدم الجن، وأنه ولي من الأولياء" (٢).
حكم تعلم أبا جاد تقدم قول ابن عباس - رضي الله عنهما -: "ما أرى من فعل ذلك له عند اللهُ من خلاق".
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله: " (ما له من خلاق) أي من حظ ونصيب؛ لأن فيه ادِّعاء لعلم الغيب وهو كفر" (٣). ومثله في ادعاء علم الغيب ما بالجفر.
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "ظاهر كلام ابن عَبَّاس أنه يرى كفرهم؛ لأن الذي ليس له نصيب عِنْدَ الله هو الكافر إذ لا ينفى النصيب مطلقًا عن أحد من المؤمنين وإن كان له ذنوب عذب بقدر ذنوبه أو تجاوز الله عنها، ثم صار آخر أمره إلى نصيبه الذي يجده عِنْدَ الله" (٤).
(١) مجموع فتاوى ابن عثيمين ٩/ ٥٤٧، ٥٤٨. وانظر القول المفيد ط ١. ٢/ ٦٤.
(٢) التمهيد لشرح كتاب التوحيد ص ٣٢٥.
(٣) من شرح الشيخ رحمه الله على كتاب التوحيد.
(٤) مجموع فتاوى ابن عثيمين ٩/ ٥٤٨. وانظر القول المفيد ط ١ - ٢/ ٦٤.