بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} الملك: ١، ٢.
قال الفضيل بن عياض في قوله تعالى: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} قال: "أخلصه وأصوبه، فإنه إذا كان خالصًا ولم يكن صوابًا لم يُقبل، وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا لم يقبل حتى يكون خالصًا صوابًا، والخالص إذا كان لله، والصواب إذا كان على السنة" (١).
ويقول شيخ الإسلام: "وبالجملة فمعنا أصلان عظيمان:
أحدهما: ألا نعبد إلا الله.
والثاني: ألا نعبده إلا بما شرع، لا نعبده بعبادة مبتدعة.
وهذان الأصلان هما تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله كما قال تعالى: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} " (٢).
وبهذا يتبين أن الإخلاص والمتابعة شرطان لصحة العمل وقبوله.
قال العز بن عبد السلام: "وكذلك إخلاص العبادة شرط في أولها" (٣).
وقال الزبيدي: "واعلم - وفقك الله تعالى - أن الإخلاص شرط في سائر العبادات" (٤).
وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ: "ولا خلاف أن الإخلاص شرط لصحة العمل وقبوله، وكذلك المتابعة" (٥).
(١) أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء ٨/ ٩٥.
(٢) مجموع الفتاوى ١/ ٣٣٣.
(٣) قواعد الأحكام ص ١٧٦.
(٤) إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين ١٠/ ٤٩.
(٥) فتح المجيد ص ٣٢٩.