فتارة تجذبه الصور المحرمة وغير المحرمة فيبقى أسيرًا عبدًا لمن لو اتخذه عبدًا له كان ذلك نقصًا وعيبًا وذمًا.
وتارة يجذبه الشرف والرئاسة فترضيه الكلمة وتغضبه الكلمة، ويستعبده من يثني عليه ولو بالباطل، ويعادي من يذمه ولو بالحق.
وتارة يستعبده الدرهم والدينار وأمثال ذلك من الأمور التي تستعبد القلوب والقلوب تهواها، فيتخذ إلهه هواه، ويتبع هواه بغير هدى من الله.
ومن لم يكن مخلصًا لله عبدًا له قد صار قلبه مستعبدًا لربه وحده لا شريك له بحيث يكون هو أحب مما سواه، ويكون ذليلًا خاضعًا له وإلا استعبدته الكائنات، واستولت على قلبه الشياطين، وكان من الغاوين إخوان الشياطين، وصار فيه من السوء والفحشاء ما لا يعلمه إلا الله، وهذا أمر ضروري لا حيلة فيه" (١).
ومن ثمرات الإخلاص: "نصر الأمة ورفع المنزلة في الآخرة والإنقاذ من الضلال في الدنيا وسبب لزيادة الهدى الناس ووضع القبول له في الأرض وتفريج كروب الدنيا وحسن الخاتمة واستجابة الدعاء وغير هذا كثير" (٢).
١٠ - أذى الرسول - صلى الله عليه وسلم - أو عيبه *
قال تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} التوبة: ٦١.
وسوف يأتي الكلام عنه في باب (سب الرسول - صلى الله عليه وسلم -)
(١) كتاب العبادة ص ٤٢، ٤٣.
(٢) الإخلاص، لحسين عوايشة، ص ٦٤.
* الفروق للقرافي ٣/ ٢٢. وانظر أيضًا: الموافقات للشاطبي ٢/ ٣٥٨، ٣٧٩، وقواعد الأحكام للعز بن عبد السلام ١/ ١١٧.