قال شيخنا: هذه الكراهة تنزيه أو تحريم؟ يخرج على القولين في معاريض من ليس بظالم ولا مظلوم، والأشبه أنه محرم، فإن تدليس الرواية والحديث أعظم من تدليس المبيع، لكن من فعله متأول فيه، فلم يفسق. قال القاضي: إذا ثبت أنه مكروه فإنه لا يمنع من قبول الخبر، نص عليه في رواية مهنا، وقيل له: كان شعبة يقول: التدليس كذب، فقال أحمد: لا، قد دلَّس قوم ونحن نروي عنهم.
وذهب قوم من أهل الحديث إلى أنه لا يُقبل خبره؛ لأنه روى عمن لم يسمع منه.
قال القاضي: وهذا غلط لأنه ما كذب فيما نقل؛ بل كان ما قاله صدقًا في الباطن، إلا أنه أوهم في خبره، ومن أوهم في خبره لم يرد خبره بذلك؛ كمن قيل له: حججت؟ فقال: لا مرة ولا مرتين، يوهم أنه حج أكثر، وحقيقته أنه ما حج أصلًا.
قال شيخنا: لكن ما هو صادق في الحقيقة العرفية، ولا مُبَيِّنٌ لِمَا ينبغي بيانه. المستدرك ٢/ ٩٢ - ٩٣
* * *
(إذا روى العدل عن العدل خبرًا ثم أنكره المروي عنه أو نسيه)
١٨٢٨ - مسألة: إذا روى العدد عن العدد خبرًا، ثم نسيه المروي عنه فأنكره لم يقدح ذلك فيه، في إحدى الروايتين. المستدرك ٢/ ٩٣
* * *
إذا أبدل كلمة الرسول بالنبي أو بالعكس
١٨٢٩ - إذا سمع من الراوي: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو: "قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" أو: "عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" أو: "سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" جاز أن يبدل مكان الرسول النبي، نص عليه. المستدرك ٢/ ٩٥