{أَفَلَا تَعْقِلُونَ} فتعتبرون.
١٣٩ - قوله -عز وجل- {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (١٣٩) إِذْ أَبَقَ}
هَرَب {إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} قال ابن عباس - رضي الله عنهما - ووَهْب: كان يونس -عليه السلام- وعَد قومه العذاب فلما تأخر العذاب عنهم خرج كالمتشوِّر (١) منهم فقصد البحر وركبَ السفينة فاحْتُبستِ السفينة، فقال الملاحون: هاهنا عبد أبق من سيّده، وهذا رسم السفينة إذا كان فيها عبد أبق لا تجري، فاقترعوا فوقعت القرعة على يونس -عليه السلام-، فقالوا: لا نلقيه في الماء فاقترعوا ثانيًا وثالثًا فوقعت القرعة على يونس -عليه السلام-، فقال: أنا الآبق وزجّ نفسه في الماء؛ فذلك قوله -عز وجل-.
١٤١ - {فَسَاهَمَ} فقارع، والمساهمة (٢) إلقاء السهام على جهة القرعة.
{فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ} المقروعين المغلوبين (٣).
١٤٢ - {فَالْتَقَمَهُ} فابتعله والتهمه {الْحُوتُ}
وأوحى الله تعالى إليه أني جعلت بطنك ليونس سجنًا ولَمْ أجعله لك طعامًا {وَهُوَ مُلِيمٌ} ذنب قد أتى بما يلام عليه.
١٤٣ - {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ}
(١) تَشَوَّر: خَجِل. "لسان العرب" لابن منظور/ ٤٣٦ (شور).
(٢) انظر: "مفردات ألفاظ القرآن" للراغب الأصفهاني (ص ٤٣١) (سهم)، "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٣١٣.
(٣) قاله ابن عباس والسدي. انظر: "جامع البيان" للطبري ٢٣/ ٩٨ والدحض في الأصل أن يزلق الرجل، انظر: "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٣٩٣، "مختار الصحاح" للرازي (ص ٨٤) (دحض).