{وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ} وصل بالشكر منك لربك {بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ}.
قال الحسن: يعني صلاة العصر وصلاة الفجر (١).
٥٦ - {إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ}
ما في قلوبهم. والصدور موضع القلب فكُنّيَ به عن القلب لقرب الجوار، ولهذا قيل: للموضع الشريف من المجلس صدرًا (٢).
{إِلَّا كِبْرٌ} يتكبرون من أجله عن اتبِّاعك، وقبول الحق الذي أتيتهم به حسدًا منهم وبغيًا. {مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ} يقول: الذي حسدوك عليه أمرٌ ليسوا بمدركيه ولا نائِليه، لأن ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وليس بالتمني.
قال مجاهد: معناه إن في صدورهم إلَّا عظمة ما هم ببالغي تلك العظمة، لأن الله -عز وجل- مُذلّهم (٣).
قال المفسرون: نزلت في اليهود وذلك أنهم قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إن
(١) "زاد المسير" لابن الجوزي ٧/ ٢٣٢، "المصفى بأكفّ أهل الرسوخ" لابن الجوزي (ص ٤٩)، "الناسخ والمنسوخ" لهبة الله المقرئ (ص ١٥٢).
(٢) وهي مروية عن قتادة أيضًا، انظر: "تفسير القرآن" لعبد الرزاق ٢/ ١٨٢، "النكت والعيون" للماوردي ٥/ ١٦١؛ "المحرر الوجيز" لابن عطية ٤/ ٥٦٥، "زاد المسير" لابن الجوزي ٧/ ٢٣٣.
(٣) "مفردات ألفاظ القرآن" للراغب الأصفهاني (ص ٤٧٧)، "لسان العرب" لابن منظور ٤/ ٤٤٦.