والجامع لهذِه الأخبار والمؤيد لما قلناه (١) ما روى أيوب (٢) عن عروة (٣) وسالم (٤) أنهما كانا عند عمر بن عبد العزيز (٥) إذ هو أمير على المدينة، فتذاكروا الصوم في السفر، فقال سالم: كان ابن عمر لا يصوم في السفر. وقال عروة: كانت عائشة تصوم في السفر. فقال سالم: إنما أخذت عن ابن عمر. وقال عروة: إنما أخذت (٦) عن عائشة، فارتفعت أصواتهما، فقال عمر بن عبد العزيز: اللهم غفرًا؛ إذا كان يسرًا فصوموا، وإن كان عسرًا فأفطروا (٧).

(١) في (ح)، (أ): قلنا.
(٢) ابن أبي تميمة السختياني، ثقة، ثبت، حجة.
(٣) ابن الزبير، ثقة.
(٤) سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي أبو عمر أو أبو عبد الله المدني.
أحد الفقهاء السبعة، وكان ثبتًا، عابدًا، فاضلًا. كان يُشبَّه بأبيه في الهدي والسمت. توفي في آخر سنة (١٠٦ هـ).
"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم ٤/ ١٨٤، "طبقات الفقهاء" للشيرازي (ص ٦٢)، "جامع التحصيل" للعلائي (ص ١٨٠)، "تهذيب التهذيب" لابن حجر ١/ ٦٧٦، "تقريب التهذيب" لابن حجر (٢١٧٦).
(٥) عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص القرشي الأموي أبو حفص المدني ثم الدمشقي، أمير المؤمنين، عُدَّ من الخلفاء الراشدين.
(٦) في (أ): في الموضعين: أحدثك.
(٧) الحكم على الإسناد:
رجاله ثقات.
التخريج:
رواه الطبري في "جامع البيان" ٢/ ١٥٢، وفي"تهذيب الآثار" مسند ابن عباس =