يكن عالمًا بلغات العرب.
ويقول الإمام مالك رحمه الله: لا أُوتى برجلٍ يفسِّر كتاب الله غير عالمٍ بالعربية إلا جعلته نكالًا.
اهتمام الثعلبي وعنايته باللغة العربية في تفسيره
لما كان للغة العربية ذلك الدور الأساس في تفسير القرآن العظيم، اهتم الثعلبي بهذا الجانب في تفسيره اهتمامًا كبيرًا.
ورغم أن "الكشف والبيان" للثعلبي يعد موسوعة في التفسير بالمأثور، إلا أنَّ ذلك لم يؤثِّر على تكامل الجانب اللغوي في هذا التفسير.
وهذا الاهتمام من الثعلبي بهذا الجانب مبنيٌّ على إدراكه لأهمية اللغة العربية في تفسير كتاب الله جلَّ شأنه.
ولا غرابة في ذلك، فالثعلبي رحمه الله كان بصيرًا بالعربية، عالمًا بوجوه الإعراب، ولذا فقد وصفه من ترجموا له بـ (الأديب)، وذكره المؤلفون ضمن تراجم اللغويين والأدباء، بل إنَّ الأسنوي قال عنه: كان إمامًا في علم النحو واللغة (١).
فليس بغريب بعد ذلك أن يعتمد الثعلبي في تفسيره اعتمادًا كبيرًا على اللغة العربية.
ولقد تجلى هذا الاهتمام على سبيل الإجمال في الأمور الآتية:
(١) "طبقات الشافعية" ١/ ١٥٩.