بوأت القوم تبوئة وأبويتهم إبواءً: إذا وطنتهم وتبوءوا إذا توطنوا، قال الله عز وجل: {أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا} (١)، وقال: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ} (٢)، والتشديد أفصح وأشهر، وتصديقه قوله: {وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ} (٣)، وقال: {لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا} (٤) (٥).

وقرأ (٦) ابن مسعود رضي الله عنه: (تبوئ للمؤمنين مقاعد للقتال) (٧) أي: مواطن وأماكن، قال الله: {فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (٥٥)} (٨)، وقال: {وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ}. (٩)

وقرأ أشهب العقيلي (١٠): {مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ} (١١)، {وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}.

(١) يونس: ٨٧.
(٢) الحشر: ٩.
(٣) يونس: ٩٣.
(٤) العنكبوت: ٥٨.
(٥) انظر: "أساس البلاغة" للزمخشري ١/ ٤١٩، "تاج العروس" للزبيدي ١/ ١١٦ (بوأ)، "تأويل مشكل القرآن" لابن قتيبة (ص ٣٤٥).
(٦) في الأصل: قال. والمثبت من (ن).
(٧) في "معاني القرآن" للفراء ١/ ٢٣٣: عن ابن مسعود. وقال الفراء: والعرب تفعل ذلك.
(٨) القمر: ٥٥.
(٩) الجن: ٩.
وانظر: "جامع البيان" للطبري ٤/ ٧٢، "فتح القدير" للشوكاني ١/ ٣٧٧.
(١٠) مطموس في الأصل والمثبت من (س)، (ن)، ولم أجده بهذا الاسم، ولعله: جعفر بن حبّان أبو الأشهب العطاردي الإِمام الحجة.
انظر: "غاية النهاية" ١/ ١٩٢، "الطبقات الكبرى" لابن سعد ٧/ ٢٧٤.
(١١) في "البحر المحيط" لأبي حيان ٣/ ٤٦ "اللباب" لابن عادل الدمشقي ٥/ ٥٠٧ عن الأشهب.