وذكره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "انْبَعَثَ لَهَا رَجُلٌ عَزِيزٌ، مَنِيعٌ فِي رَهْطِهِ، مِثْلُ أبي زَمْعَةَ (١) " (٢)، فانطلق قُدَار بن سالف ومصدع بن مهرج فاستغويا غواة ثمود، فاتبعهم سبعة نفر، فكانوا تسعة رهط أحدهم هذيل بن مبلغ (٣) خال قدار، وكان عزيزا من أهل حجر، ودعين بن غنم بن ذاغر بن مهرج وداود (٤) بن مهرج أخو (٥) مصدع، وخمسة لم يذكر لنا أسماؤهم، فاجمعوا على عقر الناقة.

وقال السدي وغيره: أوحى الله تعالى إلى صالح -عليه السلام- إن قومك سيعقرون ناقتك، فقال لهم ذلك (٦)، فقالوا: ما كنّا لنفعل (٧). فقال

(١) هو: الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي. قتل يوم بدر (٢ هـ) كافرا. كني بابنه زمعة، من كبراء قريش وأشرافها، وكان أحد المستهزئين الذين قال الله تعالى فيهم: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (٩٥)} الحجر: ٩٥ وذكروا أن جبريل رمى في وجهه بورقة فعمي. انظر: "جمهرة نسب قريش وأخبارها" للزبير بن بكار (ص ٤٦٣)، و"الاستيعاب" ٣/ ٩١١.
(٢) جزء من حديث متفق عليه، رواه البخاري، باب تفسير سورة والشمس وضحاها (٤٩٤٢)، ومسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها باب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء (٢٨٥٥).
(٣) في (ت): هويل بن سُلِغ. وورد اسمه في "جامع البيان" للطبري ٨/ ٢٨٨ بـ: هويل ابن ميلغ.
(٤) في (ت): ودار. وورد اسمه في "جامع البيان" للطبري ١٢/ ٥٣٢ بـ: دأب.
(٥) في الأصل: أخا. وما أثبته من (ت) و (س).
(٦) من (ت).
(٧) ذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٣/ ٢٥٣، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٣/ ١٢٩ كلاهما عنه.