الله لا يكلمك، ولو كلمك ما قمت بكلامه، ألم ترَ أنّ طائفة منّا سألوه النظر إليه فماتوا، أفلا (١) تسأله أن يحضرك طائفة منّا حتّى يكلمك، فيسمعوا كلامه، فيؤمنوا وتذهب التهمة، فأوحى الله -عز وجل- إلى موسى أن اختر من خيارهم سبعين رجلًا، ثمّ ارتق بهم إلى الجبل أنت وهارون، واستخلف علي بني إسرائيل يوشع بن نون، ففعل كما أمر الله تعالى واختار موسى (٢) سبعين رجلًا (٣).

روى المنهال (٤)، عن الربيع بن حبيب (٥) قال: سمعت أبا سعيد الرقاشي (٦) وقرأ هذِه الآية فقال: كان السبعون أبناء ما عدا عشرين (٧)، ولم يجاوز الأربعين، وذلك أن ابن عشرين قد ذهب

(١) من (س) وفي الأصل: فلا.
(٢) من (ت).
(٣) ذكره ابن الجوزي في "زاد المسير" ٣/ ٢٦٨ عنه مختصرًا.
(٤) هكذا ورد اسمه في الأصل وفي النسخ، ووقع عند الطبري في "تفسيره" ١٣/ ١٤٣، الحجاج بن المنهال، وهو ثقة فاضل.
(٥) الربيع بن حبيب الحنفي أبو سلمة البصري.
وثقه أحمد ويحيى بن معين وعلي بن المديني وغيرهم. قال ابن حجر: ثقة.
انظر: "التهذيب" ٣/ ٢٤١، "التقريب" ١/ ٢٩٣.
(٦) قيس مولى أبي ساسان حضين بن المنذر الرقاشي.
من أهل البصرة، وكان قليل الحديث وروى عن ابن عباس - رضي الله عنه -، قيل ليحيى بن معين أبو سعيد الرقاشي الذي روى عنه سليمان التيمي اسمه قيس قال: نعم. وذكره ابن حبان في الثقات.
انظر: "الطبقات الكبرى" لابن سعد ٧/ ٢١٢، و "الثقات" لابن حبان ٥/ ٣١٥، "سؤالات ابن الجنيد" (ص ٤٢٨).
(٧) كذا في جميع النسخ وعند الطبري، وتستقيم العبارة بدون كلمة ما عدا وهو =