فاهدموه وأحرقوه".

فخرجوا سريعًا (١) حتَّى أتوا سالم بن عوف وهم رهط مالك بن الدخشم، فقال لهم مالك: انظروني (٢) حتَّى أخرج إليكم بنارٍ من أهلي، فدخل أهله (٣) فأخذ سعفًا من النخل فأشعل فيه نارًا، ثم خرجوا يشتدّون حتَّى دخلوا المسجد وفيه أهله، فحرّقوه وهدموه، وتفرّق عنه أهله (٤). وأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يتخذ ذلك كُنَاسة (٥) يُلقى فيها الجيف والنتن والقمامة.

ومات أبو عامر الراهب الفاسق (٦) بالشام وحيدًا غريبًا (٧).

وفيه يقول كعب بن مالك - رضي الله عنه - (٨):

= الدخشم، ومعن بن عدي، ولم يذكرا وحشيًّا وعامر بن السكن.
(١) في (ت): سراعًا.
(٢) في (ت): انتظروني.
(٣) في (ت): إليهم.
(٤) انظر: خبر مسجد الضرار في "جامع البيان" للطبري ١١/ ٢٣ - ٢٦، "أسباب النزول" للواحدي (ص ٢٦٤ - ٢٦٥)، "معالم التنزيل" للبغوي ٤/ ٩٣ - ٩٥، "السيرة النبوية" لابن هشام ٢/ ٥٢٩ - ٥٣٥، "الدر المنثور" للسيوطي ٣/ ٤٩٤ - ٤٩٧.
(٥) الكُنَاسة: مُلقى القُمام. "لسان العرب" لابن منظور (كنس).
(٦) من (ت).
(٧) ذكره الواحدي في "أسباب النزول" (ص ٢٦٥)، والبغوي في "معالم التنزيل" ٤/ ٩٤، والخازن في "لباب التأويل" ٢/ ٢٦٥.
(٨) تأتي ترجمته فيما بعد.
والأبيات ذكرها أبو حيان في "البحر المحيط" ٥/ ١٠٢.