١٠٩ - قوله تعالى: {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ}

اختلفت القراءة فيه، فقرأ نافع وأهل الشام (أُسس بنيانُه) بضم الهمزة والنون (١) على غير تسمية الفاعل، وذكره أبو حاتم عن زيد بن ثابت - رضي الله عنه -.

وقرأ عمارة بن صائد (أسَس) بالمد وفتح السين والنون (٢) في وزن آمن، وكذلك الثانية وهو (أسّس) واحد لأن (أفعل) و (فعّل) يتقاربان في التعدية.

وقرأ الباقون بفتح الهمزة والنون وتشديد السين الأولى على تسمية الفاعل (٣)، واختاره أبو عبيد وأبو حاتم.

{عَلَى تَقوَى مِنْ اللَّهِ} قرأ عيسى بن عمر (تقوى) مُنَوَّنًا (٤).

{وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا} (٥)، وقال أبو عبيد:

(١) "التيسير" للداني (ص ١١٩)، "التبصرة" لمكي (ص ٥٣٥)، "العنوان" لابن خلف (ص ١٠٢).
(٢) "مختصر في شواذ القرآن" لابن خالويه (ص ٦٠) بغير نسبة، والمنسوب لعمارة بن عائذ أنَّه يقرأ الأولى على البناء للمفعول، والثانية على البناء للفاعل.
انظر "البحر المحيط" ٥/ ١٠٣، "الدر المصون" للسمين الحلبي ٦/ ١٢٣.
(٣) "التيسير" للداني (ص ١١٩)، "التبصرة" لمكي (ص ٥٣٥)، "العنوان" لابن خلف (ص ١٠٢)، "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري ٢/ ٢٨١.
(٤) "مختصر في شواذ القرآن" لابن خالويه (ص ٦٠)، "إعراب القراءات الشواذ" للعكبري ١/ ٦٣٢.
(٥) انظر "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ١/ ٢٦٩، "صحيح البخاري" مع"فتح الباري" ٨/ ٣١٥.