الأرض هل تراها، ففعل ذلك فقال: أرى (١) الأرض مثل اللجة البيضاء والجبال مثل الدخان، فطار النسور وارتفعت حتى حالت الريح بينها وبين الطيران فقال لصاحبه: افتح (الباب من أعلى فانظر ففتح الأعلى) (٢) وإذا السماء كهيئتها وفتح الأسفل فإذا الأرض سوداء مظلمة ونودي (أيها الطاغي) (٣) أين تريد؟ قال عكرمة (٤): كان معه في التابوت غلام وقد حمل معه القوس والنشاب (فرمي بسهم) (٥) فعاد إليه السهم (متلطخًا بالدم) (٦) فقال كفيت شغل إله السماء واختلفوا في ذلك السهم، من أي شيء تلطخ؟ فقال عكرمة: (سمكة من السمك فدت نفسها لله سبحانه من بحر في الهواء معلق) (٧) وقال بعضهم: من طائر من الطيور، وأصابه السهم (قالوا

(١) سقط من الأصل.
(٢) في (ز): البابين فانظر ففتح الأعلى فرئي، وفي (م): البابين ففتح الأعلى فإذ السماء.
(٣) في (ز): أيها الطاغية، وفي (م): أيتها الطاغية.
(٤) كذا ذكر البغوي في "معالم التنزيل" ٣/ ٤١.
(٥) في (م): فرما بهم.
(٦) في (ز): ملطخًا بدم.
(٧) في (ز): سمكة من السماء، وفي (م) لسمكة من السماء فدت نفسها لله تعالى من بحر الهواء، وفي فداء السمكة لله سبحانه وتعالى، نظر وتردد، ولعل الإِمام البغوي تحرز عن ذلك لذلك قال: فعاد السهم إليه متلطخًا بدم السمكة قذفت. نفسها من بحر في الهواء، مع العلم بأنه ذكر هذا الأثر بصيغة التمريض. "معالم التنزيل" ٤/ ٣٦٠ - ٣٦١.