يعني: غير يد، قال الله تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} (١) يعني: غير الله.
وقال بعضهم: إنما هي على كلامين يريد: ما أرسلنا من قبلك إلا رجالًا أرسلناهم بالبينات والزبر، واستشهد على ذلك بقول الأعشى:
وليس (٢) مُجيرَا إن أتى الحي خائف ... ولا قائلًا إلا هُوَ المتعيبا
وقال: لو كان ذلك على كلمة واحدة لكن خطأ؛ لأن المتعيب من صلة القائل، لكن جاز ذلك على كلامين كقول الأخطل:
نبئتهم عذبوا بالنار جارتهم ... وهل يعذب إلا الله بالنار
فتأويل الكلام: وما أرسلنا من قبلك إلا رجالًا نوحي إليهم أرسلناهم بالبينات والزبر، {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}.
٤٥ - قوله عز وجل: {أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ}
يعني: (الكفر والشرك مثل ما فعل) (٣) نمرود بن كنعان وغيره من
(١) الأنبياء: ٢٢.
(٢) في (أ): ولست، وفي (م): وليس مخبر ... إلا هو المتغير، والمثبت من "معاني القرآن" للفراء ٢/ ١٠٠، وقال بعد ذكر البيت: فلو كان على كلمة واحدة كان خطأ؛ لأن المتعيب من صلة القائل فأخره ونوى كلامين فجاز ذلك.
(٣) من (ز).