إلى ربه بقوله: «يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك (١) » أو أراد بملكه الأرواح والإيمان نيابة عن جماعته أن إيمانه يكفي أتباعه أن يؤمنوا، وأنهم يثابون بذلك ويؤجرون وينجون من العذاب، وإن أساءوا العمل وارتكبوا الجرائم والمنكرات فإن ذلك مناقض لما جاء في القرآن من قوله تعالى: {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} (٢) وقوله: {كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} (٣) وقوله: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} (٤) {إِلا أَصْحَابَ الْيَمِينِ} (٥) {فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ} (٦) {عَنِ الْمُجْرِمِينَ} (٧) {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ} (٨) الآيات، وقوله: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا} (٩) {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا} (١٠) وقوله: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلا مَا سَعَى} (١١) وقوله: {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى} (١٢) ... إلى غير ذلك من الآيات التي تدل

(١) الإمام أحمد بألفاظ مختلفة (٤ / ١٨٢) و (٦ / ٩١، ٢٥١، ٢٩٤، ٣٠٢، ٣١٥) ، والترمذي برقم (٣١٤٠، ٣٠٢٢، ٣٥٨٧) .
(٢) سورة البقرة الآية ٢٨٦
(٣) سورة الطور الآية ٢١
(٤) سورة المدثر الآية ٣٨
(٥) سورة المدثر الآية ٣٩
(٦) سورة المدثر الآية ٤٠
(٧) سورة المدثر الآية ٤١
(٨) سورة المدثر الآية ٤٢
(٩) سورة النساء الآية ١٢٣
(١٠) سورة النساء الآية ١٢٤
(١١) سورة النجم الآية ٣٩
(١٢) سورة فاطر الآية ١٨