ذلك كان بشرق نجد والعراق، وجاء في حديث الخوارج: "يخرج قوم من المشرق"، والكفر على هذا كفر نعمة، وقيل: يعني: الكفر حقيقة ورأسه الدجال؛ لأنه يخرج من المشرق. انتهى.
وقال النووي في شرح مسلم على قوله صلى الله عليه وسلم: «حيث يطلع قرنا الشيطان في ربيعة ومضر (١) » : وأما قرنا الشيطان: فجانبا رأسه، وقيل: هما جمعاه اللذان يغريهما بإضلال الناس، وقيل: شيعتاه من الكفار، والمراد بذلك: اختصاص المشرق بمزيد من تسلط الشيطان ومن الكفر، كما قال في الحديث الآخر: «رأس الكفر نحو المشرق (٢) » وكان ذلك في عهده صلى الله عليه وسلم حين قال ذلك، ويكون حين يخرج الدجال من المشرق، وهو فيما بين ذلك منشأ الفتن العظيمة، ومثار الكفرة الترك الغاشمة العاتية الشديدة البأس (٣) . انتهى.
والظاهر أن الحديث يعم جميع المشرق الأدنى والأقصى والأوسط، ومن ذلك فتنة مسيلمة وفتنة المرتدين من ربيعة ومضر وغيرهما في الجزيرة العربية.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
(١) صحيح البخاري بدء الخلق (٣٣٠٢) ، صحيح مسلم الإيمان (٥١) ، مسند أحمد بن حنبل (٥/٢٧٣) .
(٢) صحيح البخاري بدء الخلق (٣٣٠١) ، صحيح مسلم الإيمان (٥٢) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٥٠٦) ، موطأ مالك الجامع (١٨١٠) .
(٣) صحيح مسلم بشرح النووي (٢ / ٣٤) .