الذم ليس بغيبة في ستة ... متظلم ومعرف ومحذر

ولمظهر فسقا ومستفت ومن ... طلب الإعانة في إزالة منكر

أما إذا لم يكن هناك مصلحة راجحة في ذكره بما يكره فإنه يكون من الغيبة المحرمة.

وأما السؤال عن لفظ: «لا غيبة لفاسق (١) » هل هو حديث أو لا؟ فقد قال الإمام أحمد: منكر، وقال الحاكم والدارقطني والخطيب: باطل.

ولكن دل على أنه لا غيبة لفاسق قد أظهر المعصية ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه «مر عليه بجنازة فأثنى عليها الحاضرون شرا، فقال صلى الله عليه وسلم: (وجبت) ومر عليه بأخرى فأثنوا عليها خيرا، فقال صلى الله عليه وسلم: (وجبت) فسألوه صلى الله عليه وسلم عن معنى قوله وجبت؟ فقال: (هذه أثنيتم عليها شرا فوجبت لها النار، وهذه أثنيتم عليها خيرا فوجبت لها الجنة، أنتم شهداء الله في أرضه) (٢) » ، ولم ينكر عليهم ثناءهم على الجنازة شرا التي علموا فسق صاحبها، فدل ذلك على أن من أظهر الشر لا غيبة له.

(١) رواه بلفظ (ليس لفاسق غيبة) من حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده معاوية بن حيدة رضي الله عنهم: الطبراني ١٩ / ٤١٨ برقم (١٠١١) ، القضاعي في (مسند الشهاب) ٢ / ٢٠٢ برقم (١١٨٥) ، وابن عدي في (الكامل ٢ / ٥٩٦. ٥ / ١٨٦٣، والخطيب في (الكفاية) ص / ٤٢، والبيهقي في (الشعب) ١٧ / ١٥٨ برقم (٩٢١٨) ط: الهند.
(٢) صحيح البخاري الجنائز (١٣٦٧) ، صحيح مسلم الجنائز (٩٤٩) ، سنن الترمذي الجنائز (١٠٥٨) ، سنن النسائي الجنائز (١٩٣٢) ، سنن ابن ماجه ما جاء في الجنائز (١٤٩١) ، مسند أحمد بن حنبل (٣/١٨٦) .