وطأطأ إلى أسفل حتى يقول هكذا، وقال زهير بسبابتيه إحداهما فوق الأخرى ثم مدهما عن يمينه وشماله (١) » يبين بالإشارة الأولى الفجر الكاذب وبالإشارة الثانية الفجر الصادق وهو النور الذي يعترض الأفق في جهة الشرق جنوبا وشمالا، وقوله صلى الله عليه وسلم في بدء صوم رمضان وانتهائه: «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا العدد (٢) » .

وفي رواية «فصوموا ثلاثين يوما (٣) » فأوجب الصوم برؤية هلال رمضان، وأوجب الإفطار برؤية هلال شوال لسهولة ذلك على الأمة، العالم والأمي، والحضري والبدوي، وقد يكون الأمي والبدوي أبصر بذلك من غيرهم رحمة من الله وفضلا، ولم يعول في ذلك على علم الفلك أي علم سير النجوم.

ومن ذلك قوله تعالى في أوقات الصلوات الخمس {أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ} (٤) وقوله {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} (٥) {وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا} (٦)

(١) البخاري ١ / ١٥٣، (ط: استانبول) ، ومسلم برقم (١٠٩٣) ، وأبو داود برقم (٢٣٤٧) ، وابن ماجه برقم (١٦٩٦) .
(٢) البخاري ٢ / ٢٢٩..... بألفاظ مختلفة.
(٣) صحيح البخاري الصوم (١٩٠٩) ، صحيح مسلم الصيام (١٠٨١) ، سنن الترمذي الصوم (٦٨٤) ، سنن النسائي الصيام (٢١١٩) ، سنن ابن ماجه الصيام (١٦٥٥) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٤٣٨) ، سنن الدارمي الصوم (١٦٨٥) .
(٤) سورة الإسراء الآية ٧٨
(٥) سورة الإنسان الآية ٢٥
(٦) سورة الإنسان الآية ٢٦