بعضا فينهض مجموعها للاحتجاج به على المطلوب، ومن تلك الأحاديث ما رواه أبو داود وابن ماجه من حديث علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا تبرز فخذك ولا تنظر إلى فخذ حي ولا ميت (١) » وما رواه أحمد والبخاري في تاريخه من حديث محمد بن جحش قال: «مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على معمر بن عبد الله وفخذاه مكشوفتان فقال: يا معمر غط فخذيك فإن الفخذين عورة (٢) » ومنها ما رواه مالك في الموطأ وأحمد وأبو داود والترمذي من حديث جرهد الأسلمي قال «مر رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي بردة وقد انكشفت فخذي فقال: غط فخذك فإن الفخذ عورة (٣) » حسنه الترمذي.

وذهب جماعة إلى أن فخذ الرجل ليست عورة، واستدلوا بما رواه أنس رضي الله عنه «أن النبي صلى الله عليه وسلم حسر الإزار عن فخذه حتى أنى لأنظر إلى بياض فخذه (٤) » رواه أحمد والبخاري وقال حديث أنس أسند، وحديث جرهد أحوط، وقول الجمهور أحوط لما ذكره البخاري ولأن الأحاديث الأولى نص في الموضوع وحديث أنس رضي الله عنه محتمل.

(١) سنن أبو داود الجنائز (٣١٤٠) ، سنن ابن ماجه ما جاء في الجنائز (١٤٦٠) ، مسند أحمد بن حنبل (١/١٤٦) .
(٢) مسند أحمد بن حنبل (٥/٢٩٠) .
(٣) سنن الترمذي الأدب (٢٧٩٥) ، سنن أبو داود الحمام (٤٠١٤) ، مسند أحمد بن حنبل (٣/٤٧٩) ، سنن الدارمي الاستئذان (٢٦٥٠) .
(٤) صحيح البخاري الصلاة (٣٧١) ، صحيح مسلم النكاح (١٣٦٥) ، سنن النسائي النكاح (٣٣٨٠) ، مسند أحمد بن حنبل (٣/١٠٢) .