والجواب على هذا من وجوه ستة:

الأول: ما سبق من الجواب عند الآية.

الثاني: ما سبق من الوجه الأول من الجواب على حديث المسيء.

الثالث: أن هذا الحديث ورد على سبب خاص؛ فعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: «كنا إذا صلينا مع النبي صلى الله عليه وسلم قلنا: السلام عليكم ورحمة الله السلام عليكم ورحمة الله وأشار بيده إلى الجانبين، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: علام تومؤن بأيديكم كأنها أذناب خيل شمس اسكنوا في الصلاة إنما يكفي أحدكم أن يضع يديه على فخذيه ثم يسلم على أخيه من عن يمينه ومن عن شماله (١) » رواه مسلم. وإذا تقرر أنه وارد على سبب خاص فالقاعدة المقررة في علم الأصول في هذا الباب أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، ولكن ورد ما يدل على عدم تناول هذا العموم لمسألة قبض الشمال باليمين وإذا تعارض عام وخاص أخرج الخاص من العام؛ لأن تناول الخاص لمدلوله أقوى من تناول العام لهذا المدلول

(١) أخرجه أحمد ٥ / ٨٦، ٨٨، ١٠٢، ١٠٧، ومسلم ١ / ٣٢٢ برقم (٤٣١) ، وأبو داود ١ / ٦٠٧ - ٦٠٨ برقم (٩٩٨ - ١٠٠٠) والنسائي ٣ / ٥ برقم (١١٨٥) والبيهقي ٢ / ١٧٢، ١٧٣، ١٧٨، ١٨٠، وابن حبان ٥ / ١٩٩ - ٢٠٠ برقم (١٨٨٠ - ١٨٨١) ، وابن خزيمة ١ / ٣٦١ برقم (٧٣٣) .