قال الشَّافِعِي رحمه الله: فذهب عوام أهل العلم أن قول الله:
(وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ) كقوله: (وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ)
وأن المرافق والكعبين مما يُغسَل.
حدثنا الربيع قال:
أخبرنا الشَّافِعِي رحمه الله قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك.
عن ابن أبي ذئب، عن عمران بن بشير، عن سالم سَبَلاَن - مولى النضريين
قال: خرجنا مع عائشة رضي اللَّه عنها زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى مكة، فكانت تخرج بأبي حتى يصلي بها، قال: فأتى عبد الرحمن بن أبي بكر بِوَضُوء، فقالت: عائشة رضي اللَّه عنها: أسبغ الوضوء، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
"ويل للأعقاب من النار يوم القيامة" الحديث.
قال الشَّافِعِي رحمه الله: وأخبرنا سفيان، عن محمد بن عجلان، عن سعيد
بن أبي سعيد، عن أبي سلمة، عن عائشة رضي اللَّه عنها، أنها قالت:
لعبد الرحمن، أسبغ الوضوء يا عبد الرحمن، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ويل للأعقاب من النار" الحديث.
قال الشَّافِعِي رحمه اللَّه: فلا يجزئ متوضئاً إلا أن يغسل ظهور قدميه.
وبطونهما، وأعقابهما، وكعبيه معاً.