وقال البيهقيُّ: "غيرُ قويٍّ" (١).
وبعضُ العلماءِ يُوثِّقونَهُ؛ فقد وثَّقَهُ يحيى بنُ معينٍ، وابنُ سعدٍ (٢).
وحديثُهُ عن ابنِ إسحاقَ أمْثَلُ حديثِهِ؛ فهو مِن أهلِ السِّيَرِ والمغازي، وراويةٌ لسِيَرِ ابنِ إسحاقَ؛ قال ابنُ معينٍ: "سمِعتُ جريرًا يقولُ: ليس مِن لَدُنْ بغدادَ إلى أنْ تبلُغَ خُرَاسانَ أثبَتُ في ابنِ إسحاقَ مِن سَلَمةَ بنِ الفضلِ" (٣).
وعبدُ الرحمنِ بنُ الحارثِ متكلَّمٌ فيه؛ ضعَّفَه ابنُ المدينيِّ، وقال أبو حاتمٍ: "شيخٌ"، وقال النَّسَائيُّ: "ليس بالقويِّ" (٤).
وقال أحمدُ: "متروكٌ"؛ كما نقَلَهُ أبو الفرجِ ابنُ الجَوْزيِّ في كتابِه "التحقيقِ" (٥).
وقوَّى حديثَهُ ووثَّقَهُ بعضُهم؛ كابنِ سعدٍ، وابنِ حبانَ، وصحَّحَ له الترمذيُّ وابنُ خُزَيْمةَ شيئًا (٦).
وأخرَجَهُ عبدُ الرزَّاقِ، عن ابنِ جُرَيْجٍ؛ قال: "أُخبِرْتُ أنَّ أبا عُبَيْدةَ. . ."، فذكَرَ معناهُ (٧)؛ وهو مرسَلٌ.
وهذا الخبرُ لو صحَّ، ففي كتابةِ أبي عُبَيْدةَ بنِ الجَرَّاحِ لعمرَ دليلٌ على أنَّ تأجيلَ الحدودِ في الغزوِ محلُّ اجتهادٍ، وأبو عُبَيْدةَ فقيهٌ لا يستشيرُ في القطعيِّ مِن الدِّينِ، وفتوى عمرَ له بالحدِّ؛ لتلك الحالِ التي ظهَرَ معها
(١) ينظر: "معرفة السنن والآثار" (١٤/ ٣٤٣).
(٢) ينظر: "تاريخ ابن معين" "محرز" (١/ ٨٣).
(٣) ينظر: "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (٤/ ١٦٩).
(٤) ينظر: "الجرح والتعديل" (٥/ ٢٢٤)، و"ميزان الاعتدال" (٢/ ٥٥٤).
(٥) ينظر: "موسوعة أقوال أحمد" (٢/ ٣٢٢).
(٦) ينظر: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (٥/ ٣٩٤).
(٧) أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (١٧٠٧٨) (٩/ ٢٤٤).