وقال به ابن تيميةَ.
روى ابن أبي حاتمٍ، عن عطاءِ بنِ السائبِ، عن أبي جعفرٍ، محمدِ بنِ عليِّ بنِ الحسينِ: مرَّتِ امرأةٌ بينَ يدي رجلٍ وهو يصلِّي وهي تَطُوفُ بالبيتِ، فدفَعَها، فقال أبو جعفرٍ: "إنها بكةُ؛ يَبُكُّ بعضهم بعضًا" (١).
وروى عبد الرزاقِ، عن ابنِ طاوسٍ، عن أبيهِ, قال: "لا يقطع الصلاةَ بمكةَ شيءٌ، لا يضرك أن تَمرَّ المرأةُ بين يدَيك" (٢).
وروى عن أبي عامرٍ، قال: "رأيت ابنَ الزبيرِ يصلي في المسجدِ، فتُريد المرأةُ أن تُجيزَ أمامَه، وهو يُريدُ السجودَ، حتى إذا هي أجَازَت سجَدَ في موضعِ قدَمَيها" (٣).
ويعضد هذا دفع المشقةِ، خاصَّةً مع كثرةِ الناسِ رجالًا ونساء في المسجدِ الحرامِ في هذا الزمن.
وأمَّا حديث كَثيرِ بنِ كثيرِ بن المُطلب بنِ أبي وَدَاعَةَ، عن بعضِ أهلِه، عن جدِّه؛ أنّه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي مما يَلِي بابَ بَني سَهمٍ والناسُ يَمُرون بين يدَيْهِ وليس بينَهما سُترةٌ، قال سفيانُ: ليس بينه وبين الكعبةِ سترة (٤).
فرواهُ أحمدُ وأبو داودَ، وفي إسنادِه جهالةٌ، وقد أَعَله ابن المَديني، وأشارَ البخاري إلى علَّتِه في الصحيحِ؛ لقد ترجَمَ بابًا فقال: (باب السترةِ بمكة وغيرِها) (٥).
* * *
(١) "تفسير ابن أبي حاتم" (٣/ ٧٠٨).
(٢) أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (٢٣٨٥) (٢/ ٣٥).
(٣) أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (٢٣٨٦) (٢/ ٣٥).
(٤) أخرجه أحمد (٢٧٢٤١) (٦/ ٣٩٩)، وأبو داود (٢٠١٦) (٢/ ٢١١).
(٥) "صحيح البخاري" (١/ ١٠٦).