وذكر أنه اقتصر فيه على أرجح الأقوال، وإعراب ما يحتاج إليه عند السؤال، وترك التطويل بذكر أقوال غير مرضية، وأعاريب محلها كتب العربية، وذكر أن ما يذكره فيه من القراءات فهو من السبع المشهورات. قال: وقد أذكر بعض أقوال وأعاريب لقوة مدراكها، أو لورودها ولكن بصيغة: "قيل"، ليعلم أن المرضى أولها، وسميته: "السراج المنير فى الإعانة على معرفة بعض معانى كلام ربنا الحكيم الخبير".. ثم قال: وقد تلقيت التفسير - بحمد الله - من تفاسير متعددة رواية، عن أئمة ظهرت وبهرت مفاخرهم واشتهرت وانتشرت مآثرهم".
وقال فى خاتمة الكتاب: "فدونك تفسيراً كأنه سبيكة عسجد، أو در منضد، جمع من التفاسير معظمها، ومن القراءات متواترها، ومن الأقاويل أظهرها، ومن الأحاديث صحيحها وحسنها، محرراً لدلائل فى هذا الفن، مظهراً لدقائق استعملنا الفكر فيها إذا الليل جن".. إلخ.
وقد قرأتُ فى هذا التفسير فوجدته تفسيراً سهل المأخذ، ممتع العبارة. ليس بالطويل الممل ولا بالقصير المخل، نقل فيه صاحبه بعض تفسيرات مأثورة عن السَلَف، كما أنه يذكر أحياناً أقوال مَن سبقه من المفسِّرين كالزمخشرى، والبيضاوى، والبغوى، وقد يُوجِّه ما يذكره من هذه الأقوال ويرتضيها، وقد يناقشها ويرد عليها.
* *
* موقفه من القراءات والأعاريب والحديث:
وقد وفَّى فيه صاحبه بما وعد فلم يذكر من القراءات إلا ما تواتر منها، ولم يُقحم نفسه فيما لا يعنى المفسِّر من ذكر الأعاريب التى لا تَمُتُّ إلى التفسير بسبب. كما أنه وَفَّى بما التزمه من أنه لا يذكر فيه إلا حديثاً صحيحاً أو حسناً، ولهذا نراه يتعقب الزمخشرى والبيضاوى فيما ذكراه من الأحاديث الموضوعة فى فضائل القرآن سورة سورة، كما يُنَبِّه على الأحاديث الضعيفة إن روى شيئاً منها فى تفسيره.
فمثلاً فى آخر سورة آل عمران يقول ما نصه: "روى الطبرى لكن بإسناد ضعيف: "مَن قرأ السورة التى يُذكر فيه آل عمران يوم الجمعة صلَّى الله عليه وملائكته حتى تُحجب الشمس".. أى تغيب، وما رواه البيضاوى تبعاً للزمخشرى وتبعهما ابن عادل من أنه - صلَّى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ قرأ سورة آل عمران أُعْطَى بكل آية منها أماناً على جسر