ارجعوا وَرَآءَكُمْ فالتمسوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرحمة وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ العذاب} ... إلى آخر الآيات، فتحكم الآية المباركة أنه لا بد من دخول أهل النفاق على أصحاب الوفاق، للاستطلاع والاستراق، فلا يغرنك تحببهم وترفقهم، ولا يخدعنك ملاينتهم وتملقهم، فإن التهور والتعجل يوجب الندم والافتضاح، والتروى يكفل النجاح والفلاح. ومن الحكم المأثورة: "العجلة من الشيطان، والتأنى من الرحمن".
من كل ما تقدم يظهر لنا بوضوح: أن البابية والبهائية ليسوا أصحاب نِحْلة جديدة فى تعاليمها ومعتقداتها، وإنما هم قوم من أهل الباطن يريدون الكيد للإسلام باسم الإصلاح الدينى، وسيظهر لك من تأويلاتهم للقرآن - علاوة على ما سبق - أنهم ينهجون نهج الباطنية الأُوَل، ويترسمون خطاهم فى تحريفهم لكتاب الله، والعبث بآياته!!
* *
موقف البابية والبهائية من تفسير القرآن الكريم
لم تحل عقائد البابية والبهائية بينهم وبين الاعتراف بالقرآن الكريم، ولم يمنعهم موقفهم الشاذ من الرجوع إليه ليأخذوا منه الشواهد على دعاواهم الباطلة، ومذاهبهم الفاسدة، تمويهاً على العامة، وتغريراً بعقول الأغمار الجهلة.
* *
أبو الفضائل الإيرانى يعيب تفاسير أهل السُّنَّة
ولم يكن فى وجوههم قطرة من الحياء تمنعهم من التنديد بتفاسير علماء أهل السُّنَّة وتحقيرها، فهذا داعيتهم أبو الفضائل الإيرانى، نجده فى رسالة أرسلها لصديق له، يعيب على تفاسير أهل السُّنَّة فيقول: " ... ولقد يدهش الإنسان ويتحير يا حبيبى من تعاليمهم الباطلة، وتفاسيرهم المضحكة، فإن أحباءنا الأمريكيين الذين تشرفوا بالوفود على الأرض المقدسة فى هذه الأيام الأخيرة، قابلناهم فى بيروت، وسافرنا معهم إلى الأرض الفيحاء مدينة حيفاً، أخبرونا بما يتحير منه الأريب، ويدهش منه اللبيب، كيف تقدمت كلمة الله فى تلك الأقطار البعيدة الشاسعة مع هذه التفاسير الباطلة الضائعة، من النفوس الجاهلة الخادعة؟ أليس ذلك من عظيم قدرة الله وشديد قوته؟ وسطوع آياته وظهور بَيِّناته"؟
يعيب أبو الفضائل تفسير أهل السُّنَّة، لأنه يرى فى زعمه أنه وأهل نِحلْته خير مَن يفهم القرآن، ويعلم ما فيه من أسرار ورموز، ويرى أنه ومن شاكله هم الراسخون فى العلم، الذين يقفون على عجائب القرآن التى لا يدل عليها إلا باطنه، أما ما يعنى به