مواقع إعراب (كل) المقطوعة
عن الإضافة
استقبح السهيلي تقديم الفعل على (كل) المقطوعة عن الإضافة، نحو ضربت كلا، ومررت بكل. قال في نتائج الأفكار ص ٢٢٧: «وأما قولنا في (كل) إذا كانت مقطوعة عن الإضافة فحقها أن تكون مبتدأ، فإنما نريد أنها مبتدأة مخبر عنها، أو مبتدأة منصوبة بفعل بعدها، لا قبلها، أو مجرورة بتعلق خافضها بما بعدها، كقولك: كلا ضربت، وبكل مررت. قال الشاعر:
كلا بلوت فلا النعماء تبطرني
وقال الخثعمي:
بكل تداوينا فلم يشف ما بنا
ويقبح تقديم الفعل العامل فيها، إذا كانت مفردة، كقولك: ضربت كلا ومررت بكل من أجل أن تقديم العامل عليها يقطعها عن المذكورين قبلها في اللفظ لأن العامل اللفظي له صدر الكلام وإذا قطعتها عما قبلها في اللفظ لم يكن لها شيء تعتمد عليه قبلها، ولا بعدها، فقبح ذلك.
وأما إذا كان العامل معنويًا، نحو: كل ذاهبون فليس بقاطع لها عما قبلها من المذكورين، لأنه لا وجود له في اللفظ، فإذا قلت: ضربت زيدا وعمرا وخالدا وشتمت كلا، أو ضربت كلا، وما أشبه ذلك لم يجز».
وقد نقل كلام السهيلي بنصه وفصه ابن القيم في الفوائد ١: ١١٤.
وردنا على السهيلي أن نقول له: إن ما منعه قد جاء في القرآن:
جاء تقديم الفعل على (كلا) الواقعة مفعولا به في قوله تعالى:
١ - وإن تفرقا يغن الله كلا من سعته ... ٤: ١٣٠.
٢ - وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ٧: ٤٦.