في شرح الكافية للرضي ٢: ١٠٨ «وتقع مفعولاً بها كقولك: أتذكر إذ من يأتنا نكرمه، وقوله تعالى:
{وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ} ٤٦: ٢١.
على أن (إذ) بدل من قوله: {أخا عاد} وانظر المغني ١: ٧٤.
وفي أمالي الشجري ١: ١٧٦ «والتقدير الآخر: أن يكون أراد: اذكروا ... كما قيل في قوله عز وجل:
{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} ٢: ٣٠.
إن التقدير: واذكروا إذ قال ربك للملائكة، وقد ظهر هذا العامل المقدر هاهنا في قوله تعالى:
{وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ} ٧: ٨٦».
وفي المغني ١: ٧٤: «والغالب على المذكورة في أوائل القصص في التنزيل أن تكون مفعولاً به تقدير: اذكر» وانظر بدائع الفوائد ١: ٢٠٨.
الحوفي في إعرابه للقرآن، وأبو البقاء العكبري في إعرابه، والزمخشري في كشافه يعربون (إذ) مفعولاً به لاذكر في آيات كثيرة من القرآن.
أما أبو حيان فهو مع الجمهور في أن (إذ) لا تكون مفعولاً به لاذكر. قال في البحر المحيط ٤: ٤١٠: «وأما قول من ذهب إلى أنه يتصرف فيها بأن تكون معفولة باذكر فهو قول من عجز عن تأويلها على ما ينبغي لها من إبقائها ظرفًا».
وقال في البحر ١: ١٩٢: «قدمنا أن لا نختار أن يكون مفعولاً به لاذكر، لا ظاهرة ولا مقدرة، لأن ذلك تصرف فيها، وهي عندنا من الظروف التي لا يتصرف فيها إلا بإضافة اسم زمان لها».
كما منع أبو حيان أن يتعلق (إذ) باذكر. قال في البحر ٤: ٤٨٦:
«قال الحوفي: (إذ) ظرف العامل فيه (اذكروا) وهذا لا يتأتى أصلاً، لأن (اذكر) للمستقبل، فلا يكون ظرفه إلا مستقبلاً، و (إذ) ظرف ماض يستحيل