فلا يجوز أن يكون مطرحا معنيا به في حالة واحدة وإذا قبح الجمع بين اطراحه العناية به لم يجز أن تجعل (لا) في هذه الآية زائدة، وجعلناها نافية ردًا على من جحد البعث وأنكر القيامة وقد حكى الله أقوالهم في مواضع من الكتاب فكأنه قيل: لا ليس الأمر على ما تقولتموه من إنكاركم ليوم القيامة ثم قال: (أقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس اللوامة).
وأقول: إنه ليست (لا) في قوله تعالى: {فلا أقسم بمواقع النجوم} وقوله: {فلا أقسم برب المشارق والمغارب} ونحو ذلك بمنزلتها في قوله {لا أقسم بيوم القيامة} كما زعم بعض النحويين. لأنها ليست في أول السورة فمجيئها بعد الفاء، والفاء عاطفة جملة على جملة يخرجها عن كونها بمنزلتها في {لا أقسم بيوم القيامة} فهي إذا زائدة للتوكيد».
انظر الكشاف ٤: ٦١، ١٦٣، البيان ٢: ٤٧٦، البحر ٨: ٢١٣، ٣٨٤، المغني ١: ٢٠٠ - ٢٠١، والتبيان في أقسام القرآن ١٤٧.
وانظر ما قيل في (لا جرم) ص ٤٨٧ من المطبوع.
(لا) الزائدة بعد واو العطف
في المقتضب ٢: ١٣٤ - ١٣٥: «(ولا) المؤكدة تدخل في النفي لمعنى تقول: ما جاءني زيد ولا عمرو، إذا أردت أنه لم يأتك واحد منهما على انفراد ولا مع صاحبه لأنك لو قلت: لم يأتني زيد وعمرو - وقد أتاك أحدهما لم تكن كاذبا فلا في قولك: لا يقم زيد ولا يقم عمرو يجوز أن تكون التي للنهي وتكون المؤكدة التي تقع لما ذكرت لك في كل نفي».
وفي البرهان ٤: ٣٥٦: «ومثال النهي قوله تعالى: {لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام} فلا زائدة وليست بعاطفة لأنها إنما يعطف بها في غير النهي».
وقال الرضى ٢: ٣٥٨: «وأما (لا) فتزاد بعد الواو العاطفة بعد نفي أو نهي