فأتطمعون، فالفاء للعطف، لكنه اعتنى بهمزة الاستفهام، فقدمت عليها، والزمخشري يزعم أن بين الهمزة والفاء فلا محذوفًا، ويقر الفاء على حالها، حتى تعطف الجملة بعدها على الجملة المحذوفة قبلها، وهو خلاف مذهب سيبويه، وهو محجوج بمواضع لا يمكن تقدير فعل فيها، نحو قوله: {أو من ينشأ في الحلية} {أفمن يعلم أنما أنزل إليك} {أفمن هو قائم} انظر الكشاف ١: ٧٧.
كذلك لم يذكر الكشاف شيئًا في قوله تعالى: {أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط} ٣: ١٦٢. ونسب إليه هنا أبو حيان تقدير معطوف عليه محذوف. البحر ٣:١٠٢، الكشاف ١: ٢٢٧.
والرضى أيضا صور مذهب صاحب الكشاف بالصورة الثانية قال في ٢: ٣٤٢.
«وهذه الحروف ليست بعاطفة على معطوف عليه مقدر كما يدعيه جار الله في الكشاف، ولو كانت كما قال لجاز وقوعها في أول الكلام قبل تقدم ما يكون معطوفا عليه، ولم تجيء إلا مبنيا على كلام متقدم».
منفي (لم) يحتمل الاتصال والانقطاع
إذا نفيت بلم جاز أن يكون النفي قد انقطع، ولذلك يجوز أن تقول: لم يقم زيد وقد قام، وجاز أن يكون النفي متصلا بزمن الإخبار، فإذا كان متصلا بزمن الإخبار لم يجز أن تقول: وقد قام، لتكاذب الخبرين. البحر ٨: ١١٧.
مما اتصل فيه النفي بلم إلى زمن الإخبار قوله تعالى:
١ - فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه ٢: ٢٥٩.
٢ - ورسلا لم نقصصهم عليك ... ٤: ١٦١.
٣ - وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين ٥: ٢٠.
٤ - أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم ٥: ٤١.
٥ - كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم ٦: ٦.