هل رجع الزمخشري عن التأبيد؟
{إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين ولا يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم} ... ٦٢: ٦ - ٧.
في الكشاف ٤: ٩٧: «ولا فرق بين (لا) و (لن) في أن كل واحدة منهما نفي للمستقبل، إلا أن في (لن) تأكيدا وتشديدا ليس في (لا) فأتى مرة بلفظ التأكيد {ولن يتمنوه} ومرة بغير لفظه {ولا يتمنونه}».
وفي البحر ٨: ٢٦٧: «وهذا منه رجوع عن مذهبه في أن (لن) تقتضي النفي على التأبيد إلى مذهب الجماعة في أنها لا تقتضيه.
وأما قوله: إن في (لن) تأكيد وتشديد ليس في (لا) فيحتاج ذلك إلى نقل مستقرى اللسان».
رأي أبي حيان
كرر في البحر أن (لن) فيها توكيد ومبالغة في النفي.
في البحر ١: ١٠٧: «الأقرب من هذه الأقوال قول الزمخشري من أن فيها توكيدا وتشديدا لأنها تنفي ما هو مستقبل بالأداة بخلاف (لا) فإنها تنفي المراد به الاستقبال مما لا أداة فيه تخلصه له. ولأن (لا) قد ينفي بها الحال قليلاً».
وفي البحر ٣: ٥٠: «وكان حرف النفي (لن) الذي هو أبلغ في الاستقبال من (لا) إشعارًا بأنهم كانوا لقلتهم وضعفهم وكثرة عدوهم وشوكته كالآيسين من النصر».
وفي البحر ٨: ٩٤: «(لن تتبعونا) أتى بصيغة (لن) وهي المبالغة في النفي».