قال ابن هشام: يريد بقوله: (إذ): (إذا)، كقوله عز وجل: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ} ٣٤: ٣١ وقال أبو النجم العجلي:
ثم جزاه الله عنا إذ جزى ... جنات عدن في العلالي والعلا
وقال السهيلي في الروض الأنف ١: ٢٨٦: «الوجه الثاني: أن (إذ) بمعنى (إذا) غير معروف في الكلام، ولا حكاه ثبت، وما استشهد به من قول أبي النجم ليس على ما ظن، إنما معناه: ثم جزاه ربي أن جزى، أي من أجل أن نفعني وجزى عني. و (إذ) بمعنى (أن) المفتوحة، كذا قال سيبويه في سواد الكتاب». انظر نتائج الفكر: ٩٣.
النصوص السابقة التي أوردناها وفيها السابق على السهيلي والمتأخر عنه تشهد بأن (إذ) بمعنى (إذا) هو رأي جماعة كثيرة، وما الذي يمنع أن تقوم الأدوات بعضها مقام بعض، تجيء (إذ) بمعنى (إذا) في هذه الآيات:
١ - {إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك} ٥: ١١٠.
٢ - {وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله}. ٥: ١١٦.
(إذ) بمعنى (إذا). أمالي الشجري ١: ٤٥، وفقه اللغة ص ٥٣٤، الإشارة إلى الإيجاز ص ٢٦ وفي القرطبي ٣: ٣٧٢: «وعلى هذا تكون (إذ) بمعنى (إذا)، كقوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ} ٣٤: ٥١ أي إذا فزعوا وقال أبو النجم:
ثم جزاه الله عني إذ جزى ... جنات عدن في السموات العلا
يعني: إذا جزى ... فعبر عن المستقبل بلفظ الماضي، لأنه لتحقق أمره، وظهور برهانه كأنه قد وقع. وفي التنزيل: {وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ} ٧: ٥٠ ومثله كثير»، وفي البحر ٤: ٥٨: «وقال ابن عباس وقتادة والجمهور هنا: