(قل لن يصيبنا) بتشديد النون. قال أبو حاتم: ولا يجوز ذلك: لأن النون لا تدخل مع (لن).
ووجه هذه القراءة تشبيه (لن) بلا و (لم) وقد سمع لحاق هذه النون بلا ولم، فلما شاركتهما (لن) في النفي لحقت معها نون التوكيد، وهذا توجيه شذوذ».
قراءة أعين قاضي الري ذكرها ابن جني في المحتسب بتشديد الياء في (يصيبنا) وأخذ يوجهه ١: ٢٩٤.
توكيد المضارع المجزوم بلم
جاء ذلك في قراءة شاذة في قوله تعالى: {ألم نشرح لك صدرك} ٩٤: ١.
في المحتسب ٢: ٣٦٦: «الخليل» أسد النوشجاني قال: حدثنا أبو العباس العروضي.
قال: سمعت أبا جعفر المنصور يقرأ (الم نشرح لك صدرك).
قال ابن مجاهد: وهذا غير جائز أصلاً، وإنما ذكرته لتعرفه.
قال أبو الفتح: ظاهر الأمر ومألوف الاستعمال ما ذكره ابن مجاهد، غير أنه قد جاء مثل هذا سواء في الشعر، قرأت على أبي علي في نوادر أبي زيد:
من أي يومى من الموت أفر ... أيوم لم يقدر أم يوم قدر
قيل: أراد: لم يقدرا بالنون الخفيفة وحذفها، وهذا عندنا غير جائز، وذلك أن هذه النون للتوكيد، والتوكيد أشبه شيء به الإسهاب والإطناب، لا الإيجاز والاختصار.
وفي الكشاف ٤: ٢٢١: «وعن أبي جعفر المنصور أنه قرأ: (ألم نشرح لك)، بفتح الحاء، وقالوا: لعله بين الحاء وأشبعها في مخرجها فظن السامع أنه فتحها».
وفي البحر ٨: ٤٨٧ - ٤٨٨: «وقرأ أبو جعفر بفتحها، وخرجها ابن عطية في كتابه على أنه (ألم نشرحن) فأبدل من النون ألفًا، ثم حذفها تخفيفًا».
ولهذه القراءة تخرج أحسن من هذا كله، وهو أنه لغة لبعض العرب حكاها للحياني في نوادره. وهي الجزم بلن، والنصب بلم عكس المعروف عند الناس.