لأنه نقل متواتر عن المعصوم صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ونقل النحويون آحاد، ثم أن إجماع النحويين لا ينعقد دون إجماع القراء معهم، ثم إن من القراء من هو نحوي.
هكذا دافع ابن الحاجب عن القراء في شرحه للمفصل، ولكنه في كتابه الشافية كان مع النحويين في اشتراط الشروط الثلاثة (شرح الشافية ٢: ٢١٠).
وقد يكون شرحه للمفصل متأخرًا عن تأليف الشافية.
ويذكرني في هذا الموقف بمواقف لابن مالك في كتابه (شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح).
في مواضع يستشهد ويستدل للأحاديث المخالفة لقياس النحويين، ثم: يقول وهذا مما فات النحويين، وإذا تحدث عن هذه المسائل في كتبه النحوية كان مع النحويين.
الإعلال والإبدال
الإعلال القياس تكلمنا عنه في مواضعه، ثم تحدثنا عن بقية الأنواع. والإبدال السماعي جاء منه في السبع:
١ - قلب السين صادًا في السراط معرفًا ومنكرًا في جميع القرآن.
وقرئ بالسين والصاد في السبع في: (يبسط. بسطة. بمسيطر. المسيطرون).
وقرئ في السبع بإشمام الصادر زايًا إذا سكنت وبعدها دال: تصديق. يصدقون فاصدع. يصدر ...
وجاءت أنواع كثيرة من الإبدال في الشواذ ذكرناها أيضًا.
لم أتحدث في كتابي عن بابين: الإمالة والوقف.
أما الإمالة فقد تحدثت عنها كتب القراءات في الأصول وفي الفرش وكان حديثًا مبسوطًا يتجاوز ما في كتب النحو.