أما الوقف والابتداء فقد افردا بكتب ضخمة مطبوعة ومخطوطة، كما عقدت له كتب القراءات فصولاً في الأصول وفي الفرش.
وفي كتابي بابان: القلب المكاني في القرآن، والإلحاق في القرآن، ولم يطرق حديثهما غيري، ولا لهما وجود في غير كتابي.
ما الذي استهدفته من هذه الدراسات؟
أنا لا أتطاول فأقول: إن هذه الدراسات خدمة للقرآن الكريم، وإنما أتطامن فأقول:
إن هذه الدراسات خدمة لدراسة اللغة العربية.
استهدفت أن أنقل دارس النحو والصرف من الأمثلة المحدودة، والشواهد المحصورة التي صارت (أكليشيهات) تنقل من كتاب إلى كتاب، أردت أن أنقله إلى المجال الأرحب والأفسح مجال القرآن الكريم وقراءاته.
لقد كان يتعذر على دارس النحو واصرف أن يحتكم إلى أسلوب القرآن وقراءته في كل ما يعرض له من قوانين النحو والصرف، فيسرت له هذه الدراسات هذا الاحتكام، فيستطيع أن يعرف متى أراد: أورد مثل هذا الأسلوب في القرآن أم لا؟
وإذا كان في القرآن فهل جاء كثيرًا أو قليلاً، وفي قراءات متواترة أو شاذة.
وفي هذه الدراسات دفاع عن النحو، فما أكثر ما رمى النحاة بأنهم سرقوا النحو اللاتيني، سرقوا النحو الإغريقي، سرقوا النحو السرياني، فبينت هذه الدراسات أن القواعد التي وضعها النحويون إنما تتمثل في أسلوب القرآن الكريم وقراءاته، وبذلك أبرئ ساحة النحويين من هذا الاتهام الغاشم الظالم.