يعمل ما بعدها فيما قبلها؛ فيقدر العامل محذوفا من معنى {لسوف أخرج} أي إذا ما مت أبعث».
وفي المغني ٢: ١٥٠: «وأما قوله تعالى: {ويقول الإنسان أئذا ما مت لسوف أخرج حيا} فإن (إذا) ظرف لأخرج، وإنما جاز تقديم الظرف على لام القسم لتوسعهم في الظروف».
وفي القرطبي ٥: ٤١٧٠: «واللام للتأكيد»، وانظر البرهان ٤: ١٩٧ دخلت اللام في جواب (إذا) في شعر بن منقذ (معاصر لجرير):
أملح الخلق إذ جردتها غير سمطين عليها وسؤر
لحسبت الشمس جلبابها قد تبدت من غمام منسفر
والشعر من قصيدته مفضلية، قال الأنباري في شرح المفضليات ص ١٥٩: «وقوله: إذا جردتها، أي لو جردتها، فمن ثم قال: لحسبت».
وقال شارحا المفضليات طبع دار المعارف ص ٩٢: «لحسبت: جواب (إذا) بتضمينها معنى (لو). ولو نجد هذا الاستعمال فيما بين أيدينا من المصادر» هذا الاستعمال موجود في قوله تعالى: {أئذا ما مت لسوف أخرج حيا} سواء اعتبرنا اللام لام الابتداء، أو اعتبرناها لام القسم، فهو استعمال لا غبار عليه وقد جاء في شعر يحتج به أيضًا.
بقى أن نتساءل: هل يجوز دخول اللام في جواب (إن) قياسا على (إذا)؟ في شرح قواعد الإعراب ج ١٣: «تسامح المصنفون بدخول اللام في جواب (إن) الشرطية المقرونة بلا في قولهم: وإلا لكان كذا، حملا على دخولها في جواب (لو) الشرطية، لأنها أختها، ومنع الجمهور دخول اللام في جواب (إن)، وأجازه ابن الأنباري».
وفي كليات أبي البقاء ص ٤٠٨: «وقال الدماميني: فعله المصنفون، ولا أعرف أحدا صرح بجوازه، ولا وقفت لع على شاهد، وقد يقال: إنما فعلوه تشبيها لها بلو». وانظر ص ٧٨.
وفي التسهيل ص ٦٤: «ولا (تدخل) على جواب شرط خلافا لابن الأنباري». وانظر حاشية الأمير على المغني ١: ٢١٥.