٢ - التاء في بنت وأخت تدل على معنى، وهو التأنيث، وإن كانت غير متمحصة له، والكلمتان من غير التاء لا تدلان على التأنيث.
وإن كانوا منعوا أن تقع حروف المد للإلحاق؛ لأنها تدل على معنى، وهو المد، فلا أقل من منع تاء بنت وأخت كذلك.
وإذا كان ابن يجمع على أبناء، كما جمع ضرس على أضراس، فما الذي أفادته تاء الإلحاق، والإلحاق إنما يهدف إلى أن تعامل الكلمة الملحقة معاملة الملحق به في التصغير والتكسير.
ذكر سيبويه في كتابه ٢: ١١٦ أن ياء ثمانية وعلانية للإلحاق.
كما ذكر ذلك المبرد في المقتضب ٢: ٢٥٥، والرضى في شرح الشافية ١: ٢٥٧.
ولست أدري كيف تكون ياء ثمانية وعلانية للإلحاق، والمعروف أن بناء (فعالل) و (فعالله) مختص بالجمع؛ فلا يكون مثله في المفردات. فليس لنا في مفردات اللغة بناء يلحق به نحو ثمانية وعلانية.
وقال الرضى: إن الياء في مقام الحرف الأصلي في نحو: ملائكة.
في كتب الصرفيين نصوص كثيرة صريحة في أنه لا بد في الإلحاق من وجود بناء يلحق به، وإذا لم يوجد هذا البناء كانت الزيادة لتكثير حروف الكلمة، وليست للإلحاق. انظر الخصائص ١: ٣١٨ - ٣١٩، والمنصف ١: ١٧٨، وابن يعيش ٦: ١٤٠، ٩: ١٤٧، والمخصص ١: ٩٧.
وما أظن أحدًا يستسيغ إلحاق المفرد بالجمع، وما فائدة الإلحاق حينئذ؟ ثمانية وعلانية من الألفاظ القرآنية التي ذكرت في أربعة مواضع.
من أمارات الإلحاق في الألف المقصورة والممدودة التنوين أو لحوق التاء، وإذا نونت الكلمة في لغة ولم تنون في لغة أخرى كانت الألف في اللغة التي لم تنون للتأنيث. وكانت في اللغة التي تنون للإلحاق.