وقرأ أبو حيوه شريح بن يزيد (فبهت) بفتح الباء، وضم الهاء. والقراءة العامة (فبهت)، قال أبو الفتح أبو الحسن الأخفش قراءة أخرى، لا يحضرني الآن ذكر قارئها: (فبهت) بو (علم). فتلك أربع قراءات.
فأما (بهت) قراءة الجماعة فلا نظر فيها. وأما بهت فمنزلة حرق وفرق وبرق. وأما (بهت) فأقوى معنى من بهت، وذلك أن (فعل) تأتي للمبالغة كقولهم: قضو الرجل إذا جاء قضاءه وفقه: إذا قوى في فقه، وشعر: إذا جاد شعره.
وأما (بهت) فيمكن أن يكون من معنى ما قبله، إلا أنه جاء على (فعل، كذهل ونكر وعجز وكل ولغب، فيكون على هذا غير متعد كهذه الأفعال وقد يمكن أن يكون متعديًا، ويكون مفعوله محذوفًا، أي فبهت الذي كفر إبراهيم عليه السلام. فإن قلت يجوز على هذا أن يجتمع معنى القراءتين؟ ألا ترى أن بهت قد عرف منه أنه كان مبهوتا لا باهتا، وأنت على هذا القول تجعله الباهت، لا المبهوت.
قيل: قد يمكن أن يكون معنى قوله: بهت، أي رام أنه يبهت إبراهيم عليه السلام، إلا أنه لم يستوله ذلك ... وجاز أن يقول: بهت، وإنما كانت منه الإرادة ... ويجوز جواز حسنا أن يكون فاعل (بهت) إبراهيم ...
وانظر البحر ٢: ٢٨٩، ابن خالويه: ١٦».
٢ - إني وهن العظم مني ... ١٩: ٤.
في البحر ٦: ١٧٣: «قرأ الجمهور (وهن) بفتح الهاء. وقرأ الأعمش بكسرها وقرئ بضمها، لغات ثلاث ومعناها: ضعفت» ابن خالويه: ٨٣.
٣ - فبصرت به عن جنب ... ٢٨: ١١.
في ابن خالويه ١١٢: {فبصرت}، عيسى.
وفي البحر ٧: ١٠٧. قرأ قتادة {فبصرت}، بفتح الصاد، وعيسى بكسرها.