(آتى)
كان قبل دخول الهمزة متعديًا لمفعول واحد، فتعدى بالهمزة إلى مفعولين ذكرا أو حذف أحدهما، أو حذفا معا.
ويرى الزمخشري أن (آتى) منقول من أتى المكان ثم تغير معناه بعد النقل. نظير أجاء. الكشاف ٣: ١١.
ورد عليه ذلك أبو حيان. قال في البحر ٦: ١٨٢: «أما تنظيره ذلك بآتى فهو تنظير غير صحيح؛ لأنه بناه على أن الهمزة فيه للتعدية، وأن أصله أتى، وليس كذلك. بل (آتى) مما بنى على (أفعل) وليس منقولا من أتى بمعنى جاء، إذ لو كان منقولا من (أتى) المتعدية لواحد لكان ذلك الواحد هو المفعول الثاني. والفاعل هو الأول، إذا عديته بالهمزة. تقول: أتى المال زيدا وأتى عمرو زيدا المال، فيختلف التركيب بالتعدية، لأن زيدا عند النحويين هو المفعول الأول. والمال هو المفعول الثاني، وعلى ما ذكره الزمخشري يكون العكس. فدل على أنه ليس على ما قاله. وأيضًا فآتى مرادف لأعطى، فهو مخالف من حيث الدلالة في المعنى ...».
جاء الفعل (آتى) ناصبًا لمفعولين مذكورين في هذه المواضع:
١ - وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين ٢: ١٧٧.
٢ - وآتاني رحمة من عنده ... ١١: ٢٨، ١١: ٦٣، ١٩: ٣٠.
٣ - وآتاه الله الملك والحكمة ... ٢: ٢٥١، ٢: ٢٥٨.
٤ - فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة ٣: ١٤٨، ٤٧: ١٧.
٥ - فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء ٧: ١٩٠.
٦ - فآتت أكلها ضعفين ... ٢: ٢٦٥، ١٢: ٣١.
٧ - فلما آتوه موثقهم قال الله على ما نقول وكيل ١٢: ٦٦.