وهذا شيء ذهب إليه المبرد، فإذا قلت: قمت بزيد لزم من قيامك وقيام زيد عنده وهذا ليس كذلك. التبست عنده باء التعدية بباء الحال، فباء الحال يلزم فيه المشاركة، إذ المعنى: قمت ملتبسا بزيد، وباء التعدية مرادفة للهمزة، فقمت بزيد، والباء للتعدية، كقولك: أقمت زيدا، ولا يلزم من إقامتكه أن تقوم أنت.
قال ابن عطية: ويحتمل أن تكون أسرى بمعنى سرى على حذف مضاف، كنحو قوله تعالى: {ذهب الله بنورهم} بعني أن يكون التقدير: لسرت ملائكته بعبده، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه.
وهذا مبني على اعتقاد أنه يلزم المشاركة والباء للتعدية.
فموارد القرآن في (أسر) بقطع الهمزة ووصلها يقتضي أنهما بمعنى واحد، ألا ترى أن قوله: {فأسر بأهلك} {وأن أسر بعبادي} قرئ بالقطع والوصل، ويبعد مع القطع تقدير مفعول محذوف، إذا لم يصرح به في موضع، فيستدل بالمصرح على المحذوف.
١ - فأسر بأهلك بقطع من الليل ١١: ٨١، ١٥: ٦٥.
٢ - ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي ٢٠: ٧٧.
٣ - وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي ٢٦: ٥٢.
٤ - فأسر بعبادي ليلا ... ٤٤: ٢٣.
في النشر ٢: ٢٩٠: واختلفوا في {فأسر بأهلك} هنا والحجر.
وفي الدخان {فأسر بعبادي} وفي طه والشعراء {أن أسر}: فقرأ المدنيان وابن كثير بوصل الألف في الخمسة. ويكسرون النون من (أن) للساكنين.
وقرأ الباقون بقطع الهمزة مفتوحة، الإتحاف، والنشر ٢/ ٣٢١، ٣٧١، الإتحاف: ٢٥٩، ٣٣٢، ٣٨٨، ٣٠٦.
غيث النفع: ١٣٠، ١٦٧، ١٨٦، ٢٣٦، الشاطبية ٢٢٤. البحر ٥/ ٢٤٨، ٧/ ١٧.