في المفردات: «بشرته، وبشرته، وأبشرت الرجل: أخبرته بسار بسط بشرة وجهه ... وبين هذه الألفاظ فروق، فإن بشرته عام، وأبشرته نحو أحمدته، وبشرته على التكثير».
وفي البحر ١: ١١١: «الزمخشري يخص البشارة بالخبر الذي يظهر سرور المخبر به.
وقال ابن عطية: الأغلب استعماله في الخير، وقد يستعمل في الشر مقيدا به منصوصا على الشر للمبشر به؛ كما قال تعالى: {فبشرهم بعذاب أليم} ومتى أطلق لفظ البشارة فإنما يحمل على الخير.
وتقدم لنا ما يخالف قولهما من قول سيبويه وغيره وأن البشارة أول خبر يرد على الإنسان من خبر كان أو شر. قالوا: وسمى بذلك لتأثيره في البشرة، فإن كان خير أثر المسرة والانبساط، وإن كان شرا أثر القبض والانكماش.
والصحيح أن كل خبر غير البشرة، خيرًا كان أو شرًا بشارة قال الشاعر:
وبشرتني يا سعد أن أحبتي ... جفوني وأن الود موعده الحشرو
والتضعيف في (بشر) من التضعيف الدال على التكثير فيما قال بعضهم، ولا يتأتى التكثير في (بشر) إلا بالنسبة إلى المفاعيل، لأن البشارة أول خبر يسر أو يحزن على المختار، ولا يتأتى التكثير به بالنسبة إلى المفعول الواحد، فبالنسبة إليه يكون (فعل) فيه مغنيا عن (فعل) لأن الذي ينطق به مشددا غير الذين ينطقون به مخففا».
وفي البحر ٧: ٥١٥: «{يبشر الله عباده} بشر هنا للتكثير، لا للتعدية: لأن المجرد متعد».
قرئ في السبع بالثلاثي وسيأتي.