ما قبل (إلا) مظهرا أو مضمرا واختلفوا في إعرابه: فقيل: هو تابع على أنه نعت لما قبله، فمنهم من حمل هذا على ظاهر العبارة وقال: ينعت بما بعد (إلا) الظاهرة والمضمر؛ ومنهم من قال: لا ينعت به إلا النكرة، أو المعرف بلام الجنس، فإن كان معرفة بالإضافة نحو: قام إخوتك أو بالألف واللام للعهد، أو بغير ذلك من وجوه التعاريف غير لام الجنس فلا يجوز الإتباع، ويلزم النصب على الاستثناء».
ومنهم من قال: «إن النحويين يعنون بالنعت هنا عطف البيان».
وفي الهمع ١: ٢٢٩: «وجوز بعض المغاربة أن يوصف بها كل ظاهر ومضمر، ونكرة ومعرفة» وانظر المغني ١: ٦٧ - ٦٨.
وفي البرهان ٤: ٢٣٩: «واعلم أنه يوصف بما بعد (إلا) سواء كان استثناء منقطعا، أو متصلا، قال المبرد والجرمي في قوله تعالى: {إلا قليلا ممن أنجينا منهم} ١١: ١١٦. لو قرئ بالرفع على الصفة لكان حسنا، والاستثناء منقطع».
آيات (إلا) نعتا
١ - {لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا} ٢١: ٢٢. في العكبري ٢: ٦٩: «{إلا الله} بالرفع على أن (إلا) صفة بمعنى غير، ولا يجوز أن يكون بدلا .. وقيل: يمتنع البدل: لأن ما قبلها إيجاب».
ولا يجوز النصب على الاستثناء لوجهين:
أحدهما: أنه فاسد في المعنى، وذلك أنك إذا قلت: لو جاءني القوم إلا زيدا لقتلتهم كان معناه: أن القتل امتنع لكون زيد مع القوم.
فلو نصبت في الآية لكان المعنى أن فساد السموات والأرض امتنع لوجود الله تعالى مع الآلهة، وفي ذلك إثبات إله مع الله.
وإذا رفعت على الرفع لا يلزم مثل ذلك، لأن المعنى: لو كان فيهما غير الله لفسدتا.