قال أبو الفتح: «وأما الحبك بكسر الحاء وضم فأحسبه سهوا؛ وذلك أنه ليس في كلامهم (فعل) أصلا؛ بكسر الفاء وضم العين، وهو المثال الثاني عشر من تركيب الثلاثي؛ فإنه ليس في اسم ولا فعل أصلاً والبتة؛ أو لعل الذي قرأ به تداخلت عليه القراءتان: بالكسر والضم، وكأنه كسر الحاء، يريد الحبك، وأدركه ضم الباء على صورة الحبك».
وفي البحر ٨: ١٣٤: «وقرأ أبو مالك أيضًا {الحبك} بكسر الحاء وضم الباء، وذكرها ابن عطية عن الحسن، فتصير له ست قراءات. وقال صاحب اللوامح: وهو عديم النظير في العربية، في أبينتها وأوزانها، ولا أدري ما رواه.
وقال ابن عطية: هي قراءة شاذة غير متوجهة، وكأنه أراد كسرها، ثم توهم الحبك قراءة الضم بعد أن كسر الحاء، وهذا على تداخل اللغات، وليس في كلام العرب هذا البناء.
وعلى هذا تأول النحاة هذه القراءات، والأحسن عندي أن تكون مما اتبع فيه حركة الحاء لحركة ذات في الكسرة؛ ولم يعتد باللام الساكنة لأن الساكن حاجز غير حصين».
٢ - الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ٢: ٢٧٥.
في البحر ٢: ٣٣٣: «وقرأ العدوي {الربو} بالواو. وقيل: هي لغة الحيرة، ولذلك كتبها أهل الحجاز بالواو لأنهم تعلموا الخط من أهل الحيرة، هذه القراءة على لغة من وقف على أفعى بالواو؛ فقال: هذه أفعو، فأجرى هذا القائل الوصل مجرى الوقف.
وحكى أبو زيد أن بعضهم قرأ بكسر الراء وضم الباء وواو ساكنة؛ وهي قراءة بعيدة، لأنه لا يوجد في لسان العرب اسم آخره واو قبلها ضمة، بل متى أدى