في الفساد فيتضح جهله».
١٧ - وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ {٢٧:٣٠}
في الكشاف ٤٧٧:٣: «وقيل: الأهون بمعنى الهين».
وفي البحر ١٦٩:٧: «وليست (أهون) أفعل تفضيل لأن لا تفاوت عند الله في النشأتين الإبداء والإعادة فلذلك تأوله ابن عباس والربيع بن خيثم على أنه بمعنى هين .. وقيل: أهون أفعل تفضيل بحسب معتقد البشر وما يعطيهم النظر في المشاهدة من أن الإعادة في كثير من الأشياء أهون من البداءة».
١٨ - وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا {١٤٥:٧}
في الكشاف ١٥٨:٢: «أي فيها ما هو حسن وأحسن كالاقتصاص والعفو، والانتصار والصبر، فمرهم أن يحملوا على أنفسهم الأخذ بما هو أدخل في الحسن وأكثر في الثواب، كقوله تعالى: {وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ} ٥٥:٣٩. وقيل: يأخذوا بما هو واجب أو ندب لأنه أحسن من المباح. ويجوز أن يراد: يأخذوا بما أمروا به دون ما نهوا عنه، على قولك: الصيف أحر من الشتاء».
وفي البحر ٣٨٨:٤: «ظاهره أنه أفعل تفضيل، وفيها الحسن والأحسن كالقصاص والعفو والانتصار والصبر .. وقيل: الأحسن: المأمور به دون المنهي عنه. قال الزمخشري: على قوله: الصيف أحر من الشتار، وذلك على تخيل أن في الشتاء حرًا ويمكن الاشتراك فيهما في الحسن بالنسبة إلى الملاذ وشهوات النفس، فيكون المأمور به أحسن من حيث الامتثال وترتب الثواب عليه، ويكون المنهي عنه حسنًا باعتبار الملاذ والشهوة، فيكون بينهما قدر مشترك من الحسن، وإن اختلف متعلقة ..
وقيل: أحسن هنا ليست أفعل تفضيل، بل المعنى: يحسنها كما قال:
بيتًا دعائمه أعز وأطول
أي عزيزة طويلة، قاله قطرب وابن الأنباري، فعلى هذا أمروا بأن يأخذوا بحسنها، وهو ما يترتب عليه الثواب دون المناهي التي يترتب عليها العقاب».