وفي البحر ١١٤:٢: «أي أشد المخاصمين، فالخصام جمع خصم، قال الزجاج: وإن أريد بالخصام المصدر فلابد من حذف مصحح لجريان الخير على المبتدأ، إما من المبتدأ، أي وخصامه ما ألد الخصام، وإما من متعلق الخبر، أي وهو ألد ذوي الخصام.
وجوزوا أن يراد بالخصام هنا المصدر على معنى اسم الفاعل. وأن يكون (أفعل) لا للمفاضلة كأنه قيل: وهو شديد الخصومة».
معاني القرآن للزجاج ٢٦٨:١.
٢٣ - وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ {١١٠:٣}
خيرًا: أفعل تفضيل: والمعنى: لكان خيرًا لهم مما هم عليه؛ لأنهم إنما آثروا دينهم على دين الإسلام حبًا في الرياسة واستتباع العوام، فلهم في هذا حظ دنيوي.
وإيمانهم يحصل به الحظ الدنيوي من كونهم يصيرون رؤساء في الإسلام والحظ الأخروي الجزيل بما وعدوه على الإيمان من إيتائهم أجرهم مرتين. قال ابن عطية: لفظة خير أفعل تفضيل، ولا مشاركة بين إيمانهم وكفرهم في الخير، وإنما جاز ذلك لما في لفظة خير من الشياع وتشعب الوجوه.
وإبقاؤها على معناها الأصلي أولى إذا أمكن ذلك، وقد أمكن؛ إذ الخبرية مطلقة فتحصل بأدنى مشاركة. البحر ٣٠:٣.
٢٤ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ {٤٥:٤}
في البحر ٢٦١:٣: «وأعلم: على بابها من التفضيل، أي أعلم بأعدائكم منكم. وقيل: بمعنى عليم».
٢٥ - وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلا {٥٢:٤}
في البحر ٢٧٢:٣: «والظاهر أنهم أطلقوا أفعل التفضيل، ولم يلحظوا معنى التشريك فيه، أو قالوا ذلك على سبيل الاستهزاء»
٢٦ - وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ {٤٦:٤}
صيغة التفضيل في (خيرًا) و (أقوم) إما على بابها، واعتبار أصل الفعل في المفضل عليه بناء على اعتقادهم أو بطريق التهكم، وإما بمعنى اسم الفاعل.