كلوا في بعض بطنكم تعفوا ... فإن زمانكم زمن خيص
ومثل ذلك في الكلام قوله سبحانه وتعالى: {فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا} ٤: ٤. وقررن به عينا؛ وإن شئت قلت: أعينا وأنفسا.
وفي المقتضب ٢: ١٧١ - ١٧٣: «وقد جاز في الشعر أن تفرد وأنت تريد الجماعة إذا كان في الكلام دليل على الجمع، فمن ذلك قوله:
كلوا في نصف بطنكم تعيشوا ... فإن زمانكم زمن خميص
وأما قول الله عز وجل: {ثم يخرجكم طفلا} ٤٠: ٦٧ وقوله {فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا} فإنه أفرد هذا لأن مخرجهما مخرج التمييز، كما تقول: زيد أحسن الناس ثوبا، وأفره الناس مركبا».
وفد تبين لي أن المفرد قام مقام الجمع كثيرا في القراءات السبعية المتواترة وفي غيرها أيضًا من القراءات السبعية وقوله تعالى:
١ - فانظر إلى آثار رحمة الله ... ٣٠: ٥٠.
قرأ ابن عامر وحفص وحمزة والكسائي وخلف (آثار) بالجمع لتعدد أثر المطر المعبر عنه بالرحمة وتنوعه ... والباقون بالتوحيد.
الإتحاف ٣٤٨، ٣٤٩، النشر ٢: ٣٤٥، غيث النفع ٢٠١، الشاطبية ٢٦٤، البحر ٧: ١٧٩.
٢ - أو من وراء جدر ... ٥٩: ١٤.
في النشر ٢: ٣٨٦: «اختلفوا في (جدر) فقرأ ابن كثير وأبو عمرو (جدار) بكسر الجيم وفتح الدال، وألف بعدها على التوحيد. وقرأ الباقون بضم الجيم والدال من غير ألف على الجمع».
الإتحاف ٤١٣، غيث النفع ٢٥٨، الشاطبية ٢٨٧، البحر ٨: ٢٤٩.
٣ - إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا ٥٨: ١١.